Skip to content

Fabio

GHMJ The Elephant Door 3

بعد عقدين تقريبًا من انخراط فابيو مارجيليانو في عالم الضيافة، ها هو يستهلّ فصلًا جديدًا من مسيرته المهنية كمدير عام لجوهرة مجموعة GHM، وهي منتجع “ذا تشيدي البيت” في الشارقة.

وليس هذا الإيطالي، المميز بنشاطه وروحه الحيوية، بوافد جديد على الشرق، فقد اكتسب خبرات متتالية من عمله في قطاع الضيافة في كل من تايلاند وإندونيسيا وفيتنام والصين، ومؤخرًا في قطر، قبل أن يحطّ الرحال في الإمارات العربية المتحدة.

تُعتبر الشارقة ثالث أكبر مدينة إماراتية، ويوجد فيها منتجع “ذا تشيدي البيت” الذي يُمثل وجهة متجذرة في التاريخ، ويحتضن تصميمه مجموعة من المباني التراثية التي تعود لقرون خلت.

كان فندق “ذا تشيدي البيت” في السابق مقرًا لإحدى أبرز عائلات المنطقة، وهي أسرة إبراهيم بن محمد المدفع، أول صحفي في تاريخ الشارقة. وقد تم تشييد الفندق على أطلال منازل تراثية بُنيت منذ عدة قرون وكان لها أثر هائل على المستويات الثقافية والفكرية والسياسية. يُحافظ المنتجع على هذه الصروح التاريخية، إلى جانب تشييد مباني حديثة تقوم على استكمال المعالم التراثية القائمة لتلبي احتياجات المسافرين في هذا العصر، ولذلك ليس مفاجئًا أن يصبح لدى فابيو أركان مفضلة تركت تأثيرًا عليه.

يقول فابيو: “عند الوصول، يُفاجئك المشهد فورًا، حيث يكون في انتظارك الفناء الساحر”. وإلى جانب الفناء الأول، هناك مجموعة أخرى متوزعة في أرجاء المنتجع، تتميّز كل منها عن الأخرى. ويضيف قائلًا: “توجد أشجار في بعضها، وفي الأخرى مياه رقراقة. ليس هناك تصميم موحد، أينما وقعت عيناك، هناك شيء مختلف”.

وربما كانت هذه السلسلة من المفاجآت هي ما لفتت انتباه فابيو، أو تلك التفاصيل البديعة في كل زاوية وركن. أو ربما هو مكان مثالي لقضاء عطلة مثالية والتي تشمل الاسترخاء مع العائلة و الأحباب و استكشاف الأماكن العريقة بمحيط هادئ.

الصورة: الفناء في منتجع “ذا تشيدي البيت” يخلق جوًا ساحرًا من الهدوء والطمأنينة.

يُشير فابيو إلى فرادة الأبواب في منتجع “ذا تشيدي البيت”، ومن السهل اكتشاف سبب ذلك. باب الفيل هو في الأصل لمنزل إبراهيم المدفع ويعود تاريخه لعام 1944 (أو 1363 في التقويم الهجري). وقد تم نقش التاريخ فوق القوس الذي يؤطّر الباب. ويأتي اللون الأزرق الذي تم طلاؤه باليد لإظهار معالم الباب والسقف المُقبَّب، ليأخذ الزوار في رحلة إلى الماضي. واليوم، تؤدي هذه الأبواب، المشغولة بحرفية عالية، إلى بيت إبراهيم المدفع، حيث توجد مكتبة ومتحف المنتجع المهيبان.

توجد داخل بيت إبراهيم المدفع مجموعة أخرى من الأبواب التي تلفت أيضًا انتباه فابيو. الباب الدوّار الذي يفصل بين المتحف والمكتبة. يُقدِّم المتحف إضاءة على حياة إبراهيم بن محمد، حيث توجد مقتنيات ومعروضات من أسرة المدفع التي سكنت هذا المكان في السابق. أما المكتبة، فتضمّ مجموعة ضخمة من مئات الكتب النادرة والأخرى القديمة والحديثة. تُعتبر المكتبة موقعًا للاسترخاء، وبها مجموعة من أندر وأهم المخطوطات في الشارقة.

يقودنا فابيو إلى الجوانب الداخلية من “ذا تشيدي البيت” حيث يوجد “المَلْقَف” أو برج الرياح (مجلس المدفع). يُعتبر هذا المكان بعمارته البديعة وجهة قائمة بحد ذاتها للزيارة، والبرج الوحيد المتبقي من نوعه في الإمارات. ولكن في حال كانت جدران هذا المكان قادرة على الكلام، فما من شكّ بأنها ستسرد حكايات شيّقة عن حياة وحقبة الشخصية الأسطورية لإبراهيم بن محمد المدفع. وبفضل شغفه باستقبال الزوار، اشتهر بكرم الضيافة من مطلع القرن العشرين، ولا يزال حاضرًا إلى يومنا هذا إرثه في استضافة الأصدقاء وأفراد العائلة بين هذه الجدران. فقد اعتاد استضافة زواره في الفناء الذي يعرض أعماله ومقتنياته الثمينة والأعمال الفنية التي يملكها كي يستمتع بها ضيوفه.

برج الرياح الدائري الوحيد في الإمارات العربية المتحدة موجود في البيت التراثي في منتجع “ذا تشيدي البيت”.

يوجد في البيت التراثي أيضًا “المقهى”، وهو أحد الفضاءات المكنونة والمفضلة لدى فابيو، والذي يعود تاريخه أيضًا لحقبة إبراهيم المدفع. وتحت سماء الشرق الأوسط، يستحضر المطعم المكشوف أجواءً من الهدوء والطمأنينة. ويقول فابيو عن التصميم: “إنه جميل جدًا، وهادئ جدًا جدًا، ويمنح إحساساً بالسكينة”. إنه مكان يجد الزائر فيه السلام، ويترك المشاكل وراءه، ليكون على موعد مع المتعة. كثيرًا ما يتواجد فابيو هنا، حيث يستمتع بالمَشاهد، بينما يحتسي المشروبات المحلية وفي يده حلويات إماراتية.

ومن المقهى، يوجد ممر سريّ يؤدي إلى قلب إمارة الشارقة، سوق العرصة، الذي يُعتبر من أقدم أسواق الإمارات، إن لم يكن أقدمها. كان هذا السوق في الماضي مكانًا يتجه إليه البدو والجمال، وهو مرصوف بالمتاجر الأنيقة التي تبيع منتجات حرفية محلية وسلعًا تقليدية ومجوهرات يدوية والبخور والأعشاب والسجاد وسلع أخرى.

وخلف أسوار منتجع “ذا تشيدي البيت”، هناك الكثير الذي يمكن للمقيم الجديد اكتشافه. فإلى جانب مقره الجديد، يغمر فابيو نفسه بمحيطه الجديد. ويقول عن ذلك: “كل وجهة يمكن أن تتحول إلى وطن طالما أن العائلة معك”. وبينما يجول فابيو في هذه البلاد الجديدة، يتطلّع لاكتشاف الثقافة بنفسه وبشكل عمليّ: “لديّ قناعة بأن للمدينة جوانب ثقافية عديدة ضمن مسافة صغيرة. الأمر المذهل هو ذلك الانفتاح على روح الضيافة الإماراتية الحقيقية”. يتطلّع فابيو على وجه الخصوص إلى اكتشاف الكثبان الرملية والصحراء مترامية الأطراف في الشارقة، وحديقة المجاز المائية الرائعة.

Back To Top